يُصاب ملايين الأشخاص حول العالم كلّ عام بـ الجلطات الدموية في أحد أوردتهم، وهي حالة طبية خطيرة قد تكون مميتة وتعرف بـ الانسداد التجلّطي الوريدي.

ويجمع مصطلح الانسداد التجلّطي الوريدي بين الحالتيْن التاليتيْن:

– تجلّط الأوردة العميقة: حيث يتخثّر الدم في أحد الأوردة العميقة في الجسم، وتحدث هذه الحالة عادةً في أحد الساقيْن.

– الانسداد الرئوي: حيث يتخثّر الدم في أحد الأوعية الدموية التي تنقل الدم من القلب إلى الرئتيْن.

وعلى الرغم من خطورة الجلطات الدموية إّل أنه من الممكن تجنّب معظمها .
ويكمن العنصر الأساسي في إدراك المريض بأنّه مُعرّضٌ لخطر الإصابة بالجلطات الدموية واتّخاذه لبعض الإجراءات الوقائية البسيطة.

الجلطات الدموية هي عبارة عن مواد هلامية تتكون من الصفائح الدموية، وتتمثل في شكل كتل وعادة تحدث لوقف النزيف بالدم، والجلطات الدموية عادة تحدث لمحاولة إصلاح التلف في الأوعية الدموية، وقد تحدث بالشرايين أو الأوردة ولكن عندما تتشكل هذه الجلطات بشكل خاطئ داخل الشريان أو الوريد قد تتسبب في حدوث مشكلات كبيرة بسبب قلة تدفق الدم بعد حدوث الجلطة الدموية، ومن خلال ما يلي نتعرف على ماهية الجلطات الدموية أنواعها أسبابها وأهم الأعراض وكيفية العلاج.

ما هي الجلطات الدموية؟

الجلطات الدموية هي عبارة عن تجمع من الخلايا الدموية، والتي تتغير في شكلها من السائل الطبيعي إلى الشكل الهلامي ويعتبر تجلط الدم من الأشياء الضرورية التي تحدث في جسم الإنسان عند تعرضه إلى نزيف بالدم، ولكن عندما تتكون الجلطة في الأوعية الدموية يكون من الصعب العودة إلى الحالة السائلة مرة أخرى مما يهدد حياة المريض، وقد تصل إلى القلب والرئتين مما قد يودي بحياته، ولذا من المهم التدخل الطبي السريع.

أسباب الجلطات الدموية:

لا يوجد أسباب واضحة حدوث الجلطات الدموية ولكن هناك أسباب مرجحة من الممكن أن تؤدي إلى حدوثها ومنها:

1. السمنة.
2. التدخين.
3. الحمل.
4. تناول حبوب منع الحمل.
5. الجلوس أو الراحة في الفراش لفترات طويلة عند المرض.
6. التعرض إلى أنواع من مرض السرطان.
7. التعرض إلى صدمة أو حادث خطير.
8. العمر يعتبر عامل من عوامل الإصابة بالجلطات الدموية، وعادة يصيب الإنسان فوق سن 60 عام.
9. وجود إضطرابات المناعة الذاتية.
10. الإلتهابات المزمنة.
11. اضطرابات تخثر الدم الموروثة.
12. أمراض القلب والرجفان الأذيني.
13. ضغط الدم المرتفع.
14. الإصابة بداء السكري.

من هم الأشخاص المعرّضون للإصابة بالجلطات الدموية؟

من الممكن أن يصاب أي شخص بجلطة دموية، ولكن يزيد خطر الإصابة بجلطة دموية في حال كان الشخص قليل الحركة أو مريضًا. ومن الجدير بالذكر أن بعض الأشخاص عرضةٌ أكثر من غيرهم للإصابة الانسداد التجلّطي الوريدي. ويزيد خطر الإصابة في حال إدخال الشخص إلى المستشفى وكان يعاني من إحدى الحالات التالية:

•  الخضوع لعملية جراحية كبرى
• عدم الحركة أو قلّة الحركة لفترة طويلة وبالمقارنة مع مستوى الحركة المعتاد
• عمر الشخص أكثر من 60 سنة
• زيادة الوزن أو البدانة
• الإصابة بجلطة دمويّة في السابق
• الخضوع للعلاج الهرموني التعويضي
• كون المرأة حاملًا أو قامت بالولادة في الآونة الأخيرة
• جفاف الجسم
•  الإصابة بالسرطان أو الخضوع لعلاج السرطان
• مشاكل على مستوى تجلّط الدم سواء كانت موروثة أو مكتسبة
• فرط تجلّط الدم حيث يكون الدم أكثر عرضةً للتجلط بالمقارنة مع شخص طبيعي، مثل متلازمة أضداد الدهون الفوسفورية
• مرض حاد أو الإصابة بأكثر من حالة طبية مثل السكّري أو أمراض القلب أو أمراض الجهاز التنفّسي
• الأمراض الالتهابية مثل مرض كرون أو التهاب المفاصل الروماتيزمية

أنواع الجلطات الدموية:

الجلطات الشريانية :

من أنواع الجلطات التي تحتاج إلى تدخل سريع نتيجة وجود ظهور الأعراض السريعة على المريض ويصاحبها الإصابة بالألم الحاد والشلل في أجزاء من الجسم، كما قد تتضاعف أعراضها إلى الإصابة بالجلطة أو النوبة القلبية.

الجلطات الوريدية :

يتكون هذا النوع من الجلطات بطريقة تدريجية وبطيئة، ولكنها تعد أيضا خطيرة على صحة الإنسان ويعد أخطر نوع من الجلطات الوريدية هو التخثر الوريدي العميق، وتحدث الإصابة به عند التجلط في الأوردة الرئيسية داخل الجسم وقد تحدث بإحدى الساقين أو الذراعين أو الرئتين وقد تصل إلى الدماغ.

اعراض الجلطات الدموية:

 أعراض تجلط الدم بالساقين والذراعين:

تعتبر الأماكن في جسم الإنسان الأكثر تعرضا إلى الإصابة بالتجلطات الدموية هي الساقين أو الذراعين والتي يتم اكتشافها من خلال بعض الأعراض ومنها التورم والإحمرار والإحساس بالسخونة مع الشعور بالألم، وفي هذه الحالة يجب التوجه إلى الطبيب بشكل فوري.

أعراض الجلطة الدموية بالقلب :

قد يحدث التجلط الدموية في القلب بسبب حدوث نوبة قلبية، ويصاحبها بعض الأعراض مثل الشعور بالثقل في الصدر والدوار والتعرض إلى ضيق التنفس الشديد.

 أعراض التجلط بالبطن:

التعرض إلى التورم بالبطن والشعور بالألم الشديد قد يكون دليل على الإصابة بالجلطة، والتي قد تكون بسبب الفيروس الذي يصيب المعدة أو التسمم الغذائي.

أعراض التجلط الدموي بالدماغ:

وهو ما يعرف أيضا بإسم السكتة الدماغية على حسب ما ذكره موقع Health Line وقد تظهر الجلطة في شكل صداع شديد جدا ومفاجئ، بالإضافة إلى الصعوبة في التحدث أو الرؤية.

 أعراض الجلطة الدموية بالرئتين:

وهي تسمى بالانسداد الرئوي والتي يصاحبها الضيق المفاجئ بالتنفس والألم الشديد بالصدر مع الخفقان وارتفاع ضربات القلب، وحدوث مشكلات بالتنفس والسعال الذي يصاحبه قطرات من الدم.

علاج الجلطات الدموية:

• عند التعرض إلى الأعراض السابقة يتم التوجه للتدخل الطبي الفوري.
• إجراء الفحوصات والأشعة اللازمة على المريض وعمل التحاليل الطبية ومنها سرعة ترسيب الدم وتحليل نسبة دهون الدم، وغالبا ما يحتاج المريض إلى إجراء تحاليل السكري ووظائف الكلى والكبد.
• يتم تشخيص حالة المريض ومن خلالها يلجأ الطبيب إما إلى التدخل الجراحي أو العلاج الدوائي، والذي يقلل من تجلط الدم، وقد يشمل استخدام مميعات الدم لعلاج العديد من الجلطات الدموية باختلاف أنواعها.

مركز دكتور سامح الإمام : السر في الخبرة.