دوالي الساقين

دكتور سامح الإمام  > غير مصنف >  دوالي الساقين

دوالي الساقين

0 Comments
دوالي الساقين

دوالي الساقين “Varicose veins”هي الحالة الطبية التي تصبح فيها الأوردة متضخمة ومتوسعة وممتلئة بالدم. وتظهر الدوالي عادة بشكل منتفخ ومرتفع وتكون ذات لون أرجواني مزرق أو أحمر، ومؤلمة غالباً.

تعد هذه الحالة من الحالات الشائعة جداً وخاصة بين النساء، ويعاني حوالي ٢٥ بالمئة من البالغين من دوالي الساقين. وتظهر هذه الحالة غالباً أسفل الساقين.

تعتبر الدوالي من أشهر أمراض الأوعية الدموية شيوعاً بالنسبة لكثير من الناس، حيث تعد دوالي الأوردة نوع منتشر وخفيف من الدوالي وتعد مشكلة تجميلية فقط. وبالنسبة لآخرين، من الممكن أن تسبب الدوالي ألاماً حادة جداً وعدم الشعور بالراحة. ومن الممكن أن تؤدي الدوالي أيضاً، في بعض الأحيان، إلى تعقيدات ومشاكل أكثر حدة وخطورة. فهي يمكن أن تشكل، في بعض الحالات، خطرا للإصابة بأمراض أخرى قد تتعلق بتدفق الدم في الجسم. 

ومن خلال هذه المقالة سوف نتعرف سوياً عن كل ما يخص علاج دوالي الساقين والكشف عن أسبابها و أعراضها وطرق تشخيصها وطرق علاج دوالي الساقين

أنواع دوالي الساقين

هناك نوعان من أنواع دوالي الساقين الأكثر شيوعاً وهما:

دوالي الأوردة السطحية :
وهي دوالي تكون أكبر من ٣ مل، وتصاحب وجود ارتجاعات صمامات الأوردة السطحية الرئيسية و هي الوريد الصافي وهذا النوع هو الذي يسبب آلام الدوالي، مع تورم و انتفاخ الساق، والإحساس بثقل في الساق. كما أن إهمال علاج هذا النوع يمكن أن يؤدي إلي وجود الكثير من المضاعفات مثل جلطات الأوردة، والقرح الوريدية، والحكة، مع تصبغ الجلد بالون البني عند الكاحل.

دوالي الأوردة العنكبوتية :
هي عبارة عن شعيرات دموية، ولا تسبب آلام أو مضاعفات الدوالي، ولكن تؤدي إلى تشوه المظهر الجمالي للساقين.

 اسباب دوالي الساقين

تحمل الأوردة الدم غير المؤكسد من أعضاء الجسم المختلفة إلى القلب. تحتوي الأوردة على صمامات باتجاه واحد حتى يتمكن الدم من الانتقال باتجاه واحد فقط (نحو القلب). وفي حال تمددت جدران الأوردة وأصبحت أقل مرونة فإن هذه الصمامات تصبح أضعف.

عندما يضعف الصمام فإنه يمكن أن يسمح للدم بالتسرب إلى الخلف وبالتالي قد يتدفق في الاتجاه المعاكس. ونتيجة لحدوث هذا التدفق فإن الدم قد يتراكم في الأوردة مما يؤدي إلى تضخمها وانتفاخها.

غالباً ما تتأثر الأوردة الأبعد عن القلب مثل تلك الموجودة في الساقين؛ وذلك لأن الجاذبية تجعل تدفق الدم إلى القلب أكثر صعوبة. 

ما هي عوامل الخطر لحدوث دوالي الساقين؟

الجنس

تعتبر النساء أكثر عرضة للإصابة بدواعي الساقين من الرجال. ويعتقد أن الهرمونات الأنثوية هي السبب المساهم في ذلك.

الحمل

يمكن أن يتسبب الحمل بحدوث دوالي الساقين؛ وذلك نتيجة ضغط الجنين المتزايد في الرحم على الأوردة الموجودة أسفل البطن مما يزيد من تجمع الدم في الساقين. ولكن – لحسن الحظ – أن دوالي الساقين الناتج عن الحمل غالباً ما تختفي بعد الولادة عندما يخف الضغط.

حبوب منع الحمل

حيث أن تناول الأدوية التي تحتوي على الهرمونات الأنثوية مثل حبوب منع الحمل أو أدوية العلاج الهرموني التعويضي الذي تتناوله بعض النساء في سن اليأس للتخفيف من أعراض انقطاع الطمث يزيد من احتمالية الإصابة بدوالي الساقين.

العامل الوراثي

إذا كان لدى عائلة ما تاريخ مرضي من الإصابة بدوالي الساقين، فإن أفراد هذه العائلة معرضون للإصابة بدوالي الساقين في وقت ما خلال حياتهم.

الوزن

تعد السمنة وزيادة الوزن من عوامل الخطر التي تزيد من احتمالية إصابة الشخص بدوالي الساقين. يمكن للوزن الزائد أن يضغط على الأوردة مما يزيد الضغط على جدران و صمامات الأوردة. ولذلك فقد يساعد فقدان الوزن على الوقاية من الإصابة بدوالي الساقين.

التقدم في السن

مع تقدم الإنسان في العمر فإن الأوردة في جسمه تتقدم في العمر أيضاً. ومع مرور الوقت تصبح الصمامات والجدران في الأوردة أضعف مما يزيد من احتمالية حدوث دوالي الساقين. ويزيد خطر حدوث الدوالي بعد سن الأربعين.

الوظائف المكتبية

يمكن أن تزيد الوظائف التي يطول فيها الجلوس أو الوقوف من الضغط على الساقين، مما قد يؤدي إلى حدوث الدوالي.

تاريخ مرضي من تجلط الدم

إذا تعرض الشخص لجلطة دموية “Blood Clot” أو جلطة في الأوردة العميقة “Deep Vein Thrombosis”في الماضي فإن ذلك يزيد من خطر حدوث دوالي الساقين لديه. 

قد تؤدي الجلطة الدموية إلى تلف الصمامات أو جدران الأوردة. كما أن تعرض الأوردة لضرر رَضْحي فإنه يؤدي إلى إضعافها وبالتالي فإنها قد تتضخم ويزيد خطر حدوث الدوالي فيها.

 اعراض دوالي الساقين

في معظم حالات دوالي الساقين لا يشعر الشخص المصاب بألم. وتظهر الأوردة ملتوية ومتورمة ومنتفخة، كما أن لونها يكون أزرق أو أرجواني داكن.

وتشمل الأعراض الأخرى التي قد يشعر بها بعض الأشخاص المصابون بدوالي الساقين ما يلي:

آلام في الساقين.

الشعور بأن الساقين ثقيلتين وخاصة بعد ممارسة التمارين الرياضية أو في الليل.

استمرار النزيف لمدة أطول من المعتاد عند تعرض المنطقة المتأثرة بالدوالي إلى إصابة طفيفة.

التصلب الشحمي الجلدي”Lipo Dermato Sclerosis”

يمكن أن تصبح الدهون الموجودة تحت الجلد فوق الكاهل مباشرة صلبة مما يؤدي إلى تقلص الجلد.

تورم الكاحلين.

توسع الشعيرات”Telangiectasia” في الساق المصابة بالدوالي، وتسمى هذه الشعيرات المتوسعة باسم الأوردة العنكبوتية”Spider Veins”.

تلون جلدي لامع بالقرب من عروق الدوالي وعادة ما يصبح لون الجلد أزرق أو مائل إلى البني.

ظهور إكزيما وريدية “Venous Eczema”

أو ما يسمى بالتهاب الجلد الركودي ” Stasis Dermatitis” حيث يصبح الجلد في المنطقة المصابة أحمر وجاف وبه حكة.

حدوث تشنج في القدم 

لدى بعض الأشخاص الذين يعانون من دوالي الساقين عند الوقوف بشكل مفاجىء.

حدوث متلازمة تململ الساقين”Restless Legs Syndrome”

لدى نسبة عالية من الأشخاص الذين يعانون من دوالي الساقين.

ظهور بقع بيضاء 

غير منتظمة الشكل تشبه الندب على الكاحلين وتسمى هذه البقع باسم الضمور الأبيض” Atrophie Blanche”.

مضاعفات دوالي الساقين

هناك العديد من المضاعفات التي تحدث بسبب دوالي الساقين. وعلى الرغم من أن هذه المضاعفات نادرة الحدوث إلا أنها عادة ما تظهر بعد عدة سنوات من التشخيص الأولي لمعظم المرضى. تختلف هذه المضاعفات اختلافاً كبيراً في شدتها، وبعضها قد يكون قاتلاً. وتشمل المضاعفات ما يلي:

أولاً: الالتهاب الوريدي

يشير مصطلح الالتهاب الوريدي” Phlebitis “:المعروف أيضاً بإسم التهاب الوريد الخثاري “Thrombophlebitis” إلى التهاب الأوردة الذي قد يكون مصحوباً بتكون جلطات. وتختلف هذه الحالة عن جلطة الأوردة العميقة، وهي أقل حدة بشكل ملحوظ وقد لا تتطلب العلاج دائماً.

وينتج عن هذه الحالة غالباً أعراض مثل انتفاخ وألم واحمرار وارتفاع حرارة الجلد في منطقة الالتهاب.

ثانياً: النزيف

قد يتعرض المرضى الذين يعانون من دوالي الساقين إلى ضربة قوية على أرجلهم مما يؤدي إلى نزيف سببه الوريد المصاب بالدوالي. ويعد هذا مؤشراً خطراً بالنسبة لمرضى دوالي الساقين حيث أنه من الممكن أن يفقد المريض كمية كبيرة من الدم في مدة زمنية قصيرة نتيجة لتدفق الدم في الوريد بالاتجاه المعاكس.

ويمكن تجنب حدوث النزيف بسهولة من خلال العناية الكافية بالقدمين، ينبغي على المريض رفع المنطقة المصابة والضغط بقوة على الأوردة وعادة يكفي هذا لوقف تدفق الدم بشكل فوري.

ثالثاً: جلطة الأوردة العميقة

في بعض حالات دوالي الساقين يمكن أن تتشكل جلطات دموية في الأوردة المصابة مما قد يؤدي إلى عواقب وخيمة مثل الانصمام الرئوي “Pulmonary Embolism”. وعلى الرغم من عدم وضوح ما إذا كانت دوالي الساقين تسبب جلطة الأوردة العميقة (DVT) إلا أن الحالتان مرتبطان بالتأكيد.

يعد حدوث الجلطات الدموية في الأوردة السطحية أكثر شيوعاً، إلا أن خُمس هذه الحالات قد تتطور إلى جلطات في الأوردة العميقة.

إذا كان هناك اشتباه بالإصابة بجلطة الأوردة العميقة فإنه من الضروري أن يلجأ المريض إلى الرعاية الطبية لتقليل خطر حدوث الانصمام وحدوث المزيد من الضرر.

رابعاً: القصور الوريدي

إذا استمر الاضطراب في تدفق الدم لفترة طويلة من الزمن فقد يؤثر ذلك على تبادل الأكسجين إضافة إلى المغذيات والفضلات في الدم، وتعرف هذه الحالة بإسم القصور الوريدي المزمن”Chronic Venous Insufficiency”. وهذا يعرض المريض لخطر الإصابة بمضاعفات أخرى.

خامساً: القرحات الوريدية

قد ينتج عن مرض دوالي الساقين قرحة وريدية “Venous Ulcer”وذلك بسبب زيادة الضغط الوريدي في أسفل الساقين. ويحدث هذا الضغط نتيجة تراكم السوائل تحت الجلد مما يؤدي إلى تورم المنطقة وظهور قرحة، وغالباً يحدث هذا بالقرب من الكاحلين.

إضافة إلى ذلك فإنه في معظم الحالات تستغرق الجروح الصغيرة مثل اللدغات أو الخدوش وقتاً أطول للشفاء بسبب تدفق الدم غير الكافي إلى المنطقة وهذا غالباً ما يؤدي إلى التقرحات.

سادساً: التهاب الجلد والمشاكل الجلدية الأخرى

هناك العديد من المضاعفات الجلدية التي تنتج عن دوالي الساقين ومنها:

  • أكزيما الدوالي “Varicose Eczema” وينتج عنها جلد أحمر وقشاري حرشفي في المنطقة المصابة. كما قد تتكون على الجلد بعض النفْطات “Blisters”والقشور.
  • تصلب الجلد الدهني “Lipo Dermato Sclerosis” وهي من المضاعفات الأكثر خطورة التي تؤدي إلى تصلب الجلد وتضيقه وتغير لونه إلى الأحمر أو البني. يحدث هذا غالباً على ربلة الساق وهو غير قابل للعلاج. 

 تشخيص دوالي الساقين

يقوم الطبيب عادة بفحص الساقين و الأوردة الظاهرة أثناء وقوف المريض أو جلوسه لتشخيص دوالي الساقين، كما أنه يقوم بسؤاله حول وجود أي أعراض أو إحساس بالألم.

  • قد يقوم الطبيب أيضاً بإجراء فحص بالموجات فوق الصوتية”Ultrasound” للتحقق من تدفق الدم، وهذا الفحص هو إجراء غير باضع يستخدم موجات صوتية عالية التردد ويسمح للطبيب برؤية كيفية تدفق الدم في الأوردة.
  • كما أنه يمكن إجراء تصوير الوريد “Venogram” لتقييم الأوردة بشكل أفضل. يقوم الطبيب خلال هذا الإجراء بحقن صبغة خاصة في ساقي المريض وعمل أشعة سينية للمنطقة، تظهر الأوردة التي تم حقن الصبغة فيها من خلال الأشعة السينية مما يساعد الطبيب على رؤية تدفق الدم بشكل أفضل.

ويساعد فحص الموجات فوق الصوتية وتصوير الوريد في التأكد من عدم وجود اضطراب آخر (مثل الجلطة الدموية أو الانسداد) كمسبب للألم والتورم في الساقين.

علاج دوالي الساقين

عادة ما ينصح الأطباء مرضى دوالي الساقين بإجراء تغييرات على نمط الحياة قبل تجربة أي علاجات أخرى دوائية أو غير دوائية، وتشمل هذه التغييرات في نمط الحياة الطرق المتبعة للوقاية من المرض.

أما بالنسبة للطرق الأخرى لعلاج دوالي الساقين وتتضمن ما يلي:

جوارب الدوالي أو الجوارب الضاغطة”Compression Stockings”

قد ينصح الطبيب مريض دوالي الساقين بارتداء جوارب خاصة، حيث تضع هذه الجوارب ضغطاً كافياً على ساقيه حتى يتدفق الدم بسهولة باتجاه القلب. إضافة إلى ذلك فإن هذه الجوارب تساعد على تقليل تورم الساقين، وتتوفر هذه الجوارب في الصيدليات أو متاجر المستلزمات الطبية.

المعالجة بالتصليب ” Sclerotherapy”

ويتم ذلك عن طريق حقن مادة كيميائية سائلة أو رغوية في الوريد المتضخم مما يتسبب في انكماشه (ويتم ذلك على الأوردة الكبيرة)، وفي حال كان هذا العلاج للأوردة الصغيرة فإن العملية تسمى “Micro Sclerotherapy”.

جراحة الليزر “Laser Surgery”

وهي بديل المعالجة بالتصليب وتسبب أيضاً انكماش الوريد.

الاجتثاث داخل الوريد “Endovenous Ablation Therapy”

حيث يتم تسليط ترددات راديوية أو طاقة ليزرية على الوريد المتضخم مما يتسبب بانكماش.

جراحة الوريد بالمنظار ” Endoscopic Vein Surgery”

وتتم باستخدام منظار صغير مُضاء يتم إدخاله من خلال شق صغير.

الجراحة

حيث يتم تخدير المريض ومن ثم و يقوم الجراح بعمل شق في الجلد وشق في الوريد المتضخم ثم ربطه، بعد ذلك تتم إزالته من خلال الشقوق. وعلى الرغم من تطور واختلاف أنواع هذه الجراحة إلا أنها أقل شيوعاً من الخيارات الأخرى الأقل تعقيداً المتاحة.

يجب على المريض دوماً التحدث مع الطبيب حول الخيارات العلاجية المتاحة ومخاطر كل منها. وتعتمد الطريقة التي يتم اختيارها على الأعراض التي يعاني منها المريض إضافة إلى حجم وموقع الدوالي.

الوقاية من دوالي الساقين

  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام. حيث يساعد ذلك في الحفاظ على عضلات الساقين وتدفق الدم فيهما والتحكم في الوزن.
  • فقدان الوزن في حال كان الشخص يعاني من زيادة الوزن أو السمنة. يمنع التحكم في الوزن من زيادة الضغط على الأوردة في الساقين والقدمين.
  • تجنب ارتداء الملابس الضيقة التي يمكن أن تقيّد تدفق الدم في الساقين.
  • عدم ارتداء الأحذية ذات الكعب المرتفع.
  • تجنب الجلوس أو الوقوف لفترات طويلة من الزمن وذلك لتشجيع تدفق الدم. وفي حال كان عمل الشخص يقتضي الوقوف أو الجلوس الطويل فإنه ينبغي تمديد وتمرين القدمين قدر الإمكان لتحسين الدورة الدموية وتقليل الضغط الواقع عليهما.
  • عدم الجلوس بوضعية الرجلين المتقاطعتين.
  • رفع القدمين على وسادة أثناء الجلوس أو النوم.
  • التوقف عن التدخين إذا كان الشخص مدخناً.
  • النوم على الجانب الأيسر للمرأة الحامل وليس على الظهر لتقليل الضغط من الرحم على الأوردة في منطقة الحوض. إذا كانت المرأة الحامل عرضة لدوالي القدمين فإنه ينبغي عليها استشارة الطبيب لارتداء الجوارب الضاغطة.

 

في نهاية هذه المقالة  ننصح بطلب مساعدة طبية في حالة حدوث أي تغييرات في طبيعة الجسم والشعور بـ أعراض دوالي القدمين التي تم ذكرها سابقاً كما تم التوضيح في هذه المقالة عن طرق علاج دوالي الساقين

وإذا واجهتك أي أسئلة أو إستفسارات لا تتردد في إرسالها ليتم الرد عليك في أقرب وقت.

دكتور سامح الإمام : السر في الخبرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

1
مرحباً
كيف يمكننا مساعدتك ؟
Call Now Button