مرض الشريان المحيطي

دكتور سامح الإمام  > مقالات >  مرض الشريان المحيطي

مرض الشريان المحيطي

0 Comments
مرض الشريان المحيطي

يشير مرض الشريان المحيطي “Peripheral Artery Disease” إلى أحد أمراض الأوعية الدموية الشائعة، وهو تضيق الشرايين الطرفية التي تمد الذراعين والساقين بالدم، وبالتالي تقييد تدفق الدم إلى أطراف الجسم.

يحدث مرض الشرايين المحيطية غالباً بسبب تضيق الشرايين أو انسدادها نتيجة تراكم الرواسب الدهنية و اللويحات على جدران الشرايين. وفي حال الإصابة بمرض الشرايين المحيطية فإن أطراف الجسم، وخاصة الأرجل لا يصلها كمية كافية من الدم، وبالتالي يؤدي ذلك إلى التسبب بأعراض أبرزها ألم في الساق عند المشي أو العرج.

قد يؤدي تفاقم مرض الشرايين المحيطية إلى انسداد الشرايين الطرفية بشكل كامل وتوقف تدفق الدم إلى الأطراف، وبالتالي موت الأنسجة، الأمر الذي له مضاعفات خطيرة. ويعتبر التدخين عامل الخطر الرئيسي للإصابة بمرض الشريان المحيطي (PAD).

 اسباب مرض الشريان المحيطي

يعتبر السبب الأكثر شيوعاً لمرض الشرايين المحيطية هو تصلب الشرايين (بالإنجليزية: Atherosclerosis)، وهو التراكم التدريجي للرواسب الدهنية على جدران الشرايين، مما يقلل من تدفق الدم عن طريق الشرايين. ويرتبط عادة مرض تصلب الشرايين بعضلة القلب، ولكن تصلب الشرايين الطرفية والإصابة بمرض الشرايين المحيطية يمكن أن يؤثر على جميع أعضاء الجسم الأخرى، خاصة أن الشرايين هي المسؤولة عن تغذية الأطراف والأعضاء بالدم.

قد يصاب الشخص بمرض الشريان المحيطي أيضاً لأسباب أخرى، مثل جلطات الدم في الشرايين، والتعرض لإصابة بأحد الأطراف، والتهاب الأوعية الدموية ويعد هذا السبب أقل شيوعاً في التسبب بمرض الشرايين المحيطية.

عوامل الخطر التي تزيد من فرص الاصابة بمرض الشرايين المحيطية

هناك عدة عوامل لها دور في التسبب بالإصابة بمرض الشرايين المحيطية، وتشمل:

  • التدخين، ويعد عامل الخطر الرئيسي لمرض الشريان المحيطي.
  • مرض السكري.
  • السمنة.
  • ضغط الدم المرتفع.
  • ارتفاع مستويات الكوليسترول.
  • تراكم الدهون في الدم.
  • تقدم العمر، وخاصة بعد بلوغ الخمسين عاماً.
  • التاريخ العائلي، والذي يشمل الإصابة بمرض الشرايين المحيطية أو أمراض القلب أو السكتة الدماغية.

 أعراض مرض الشرايين المحيطية

يمكن أن تكون أعراض مرض الشرايين المحيطية خفيفة أو معدومة، حيث يقول الخبراء أن نصف المصابين بمرض الشريان المحيطي لا يعلمون بإصابتهم. وتعتمد الأعراض على موقع تضيق الشرايين الطرفية أو مكان انسداد الشرايين الطرفية، كذلك قد تظهر الأعراض عند القيام ببعض الحركات أو بذل الجهد، مثل المشي، ولكن تختفي في وضع الراحة.

تشمل الأعراض المصاحبة بمرض الشرايين المحيطية ما يلي:

  • العرج المتقطع.
  • تقلصات مؤلمة في عضلات الفخذ والساق بعد القيام بأنشطة معينة، مثل المشي وتسلق السلالم.
  • خدر في الساقين والشعور بضعف الساق.
  • برودة في الجزء السفلي من الساق وأسفل القدم.
  • ظهور تقرحات على الساقين أو أصابع الرجلين.
  • تغير في لون الساقين، حيث يصبح جلد الساقين لامعاً أو شاحباً أو مزرقاً.
  • تساقط الشعر أو نمو الشعر بشكل بطيء على الساقين.
  • بطئ نمو الأظافر.
  • ضعف النبض في الساقين.
  • ضعف الانتصاب عند الرجال.

في حال تقدم المرض قد يشعر المريض بألم حتى في حالة الراحة أو عند الاستلقاء، وقد يسبب هذا الألم القلق وقلة النوم للمريض. وفي بعض الأحيان قد يضطر المريض لرفع قدميه أو المشي لتخفيف الألم بشكل مؤقت.

 كيف يتم تشخيص مرض الشرايين المحيطية؟

في حال الاشتباه بإصابة الشخص بمرض الشريان المحيطي، فإن الطبيب سيقوم في البداية بالفحص الفيزيائي لأرجل المريض. وهناك العديد من الطرق التي يمكن من خلالها تشخيص داء الشرايين المحيطية، وتشمل:

  • مؤشر الكاحل العضدي “Ankle – Brachial Index”، وهو الاختبار الأكثر شيوعاً لتشخيص مرض الشرايين المحيطية، ويقوم هذا الاختبار على مقارنة ضغط الدم في الكاحل بضغط الدم في الذراع.
  • صور دوبلر بالموجات فوق الصوتية “Doppler And Ultrasound, Duplex”، وهي طريقة غير جراحية تصور الشرايين بموجات صوتية وتقيس مدى تدفق الدم في الشريان وتبين فيما إذا هناك انسداد أو تضيق.
  • تصوير الأوعية الدموية المقطعي المحوسب “Computed Tomographic Angiography, CT”، حيث يتم تصوير شرايين البطن والحوض والساقين للمريض، ويعد هذا الفحص مفيد بشكل خاص للمرضى الذي لديهم جهاز تنظيم ضربات القلب أو الدعامات.
  • صور الأوعية الدموية بالرنين المغناطيسي “Magnetic Resonance Angiography, MRA”، وهو تصوير مشابه للتصوير المقطعي ولكن دون الحاجة إلى الأشعة السينية. أثناء تصوير الأوعية الدموية عادةً يتم حقن عامل تباين في الشريان.
  • قد يوصي الطبيب أيضاً بإجراء بعض الفحوصات المتنوعة، مثل اختبارات الدم للتحقق من مستويات الكوليسترول، و الهوموسيستين، والبروتين التفاعلي C.

يمكن أن يؤدي تأخر اكتشاف أو تشخيص مرض الشرايين المحيطية أو عدم علاجه إلى أعراض مؤلمة، ومضاعفات خطيرة، مثل فقدان الساق، وزيادة خطر الإصابة بمرض الشريان التاجي، وتصلب الشرايين السباتية.

علاج مرض الشرايين المحيطية

تشمل التوجهات العلاجية لإدارة ومعالجة المرضى الذين يعانون من أمراض الشرايين الطرفية والمحيطية ما يلي:

  • النشاط البدني المنتظم: يعد هذا هو العلاج الأكثر فاعلية، ويوصي الطبيب غالباً ببرنامج تمرينات حركية تحت إشراف مختص. ويمكن أن تؤدي أنظمة المشي البسيطة، وتمارين الساق، وتمرين جهاز المشي ثلاث مرات في الأسبوع إلى انخفاض الأعراض في غضون 4 – 8 أسابيع.
  • تغييرات وتعديلات النظام الغذائي: يساعد تعديل النظام الغذائي في خفض مستويات الكوليسترول المرتفعة والتي يعاني منها معظم مرضى الشرايين المحيطية، لذا ينصح المرضى بتناول الفواكه والخضروات و أغذية منخفضة الدهون.
  • الإقلاع عن التدخين: يساعد الإقلاع عن التدخين على إبطاء تطور مرض الشريان المحيطي والأمراض الأخرى المرتبطة بالقلب، حيث يعتبر التدخين عامل الخطر لهذه الأمراض. وبعتبر المدخنين عرضة للإصابة بمرض الشرايين المحيطية بأربعة أضعاف من غيرهم.
  • الأدوية: قد يلجأ الطبيب إلى وصف بعض الأدوية الخافضة للضغط والكوليسترول.

في حال كان مرض الشرايين المحيطية في مرحلة متطورة ولم تساعد العلاجات السابقة في تحسن وضع المريض، فقد يوصي الطبيب بعملية رأب الوعاء، والتي تهدف إلى فتح الأوعية الدموية المسدود والمتضيقة.

كيف يمكن الوقاية من مرض الشرايين المحيطية؟

يمكن أن يساعد مراعاة ومعالجة عوامل الخطر التي تزيد من فرص الإصابة بمرض الشريان المحيطي في منع أو تأخير الإصابة به، وأهم طرق الوقاية من الإصابة بمرض الشرايين المحيطية هو اتباع نظام حياة صحي، ويشمل ذلك ما يلي:

  • الإقلاع عن التدخين، في حال كان الشخص مدخناً.
  • المحافظة على نسبة السكر في الدم، في حال كان الشخص مصاباً بالسكري.
  • القيام بالتمارين الرياضية لمدة 30 دقيقة لعدة مرات في الأسبوع وذلك بعد مشاورة الطبيب.
  • خفض مستوى الكوليستيرول وضغط الدم.
  • تناول الأطعمة منخفضة الدهون.
  • المحافظة على الوزن الصحي.

 مضاعفات مرض الشرايين المحيطية

في حال كان مرض الشرايين المحيطية بسبب حدوث تصلب في الشرايين فقد يكون المريض معرضاً لتطور المرض، وقد يؤدي إلى إحدى المضاعفات التالية:

  • نقص التروية الحرج للأطراف، حيث يصاب الشخص بتقرحات مفتوحة تكون صعبة الشفاء، ويمكن أن يؤدي للإصابة بالغرغرينا وبالتالي بتر القدم.
  • السكتة الدماغية والنوبات القلبية، إذ لا يقتصر تصلب الشرايين على وجود أعراض مرض الشرايين المحيطية ولكن قد يصيب الشرايين المغذية للقلب والدماغ.

دكتور سامح الإمام : السر في الخبرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

1
مرحباً
كيف يمكننا مساعدتك ؟
Call Now Button