تمدد الشريان الأورطي
تمدد الشريان الأورطي البطني هو عبارة عن تضخم في الشريان الأبهر و الذي قد يصيب المناطق التي يكون فيها جدار الشريان ضعيفًا، مما يتسبب في انتفاخ الجزء الضعيف منه مثل البالون بسبب الضغط الناجم عن ضخ الدم عبر الشريان؛ كما يمكن أن يحدث التمدد الوعائي في أي جزء من الشريان الأبهر.
تشير الإحصائيات إلى أنه تحدث الإصابة بتمدد الشريان الأورطي البطني لدى نحو 4 من كل 100 رجل و1 من كل 100 مرأة بعد سن 65 سنة. تزداد احتمالات الإصابة بالمرض مع التقدم في العمر. ومع ذلك فإن معظم مرضى تمدد الشريان الأورطي البطني لا يعرفوا أنهم مصابين بالمرض.
ومن خلال هذه المقالة سوف نتعرف سوياً عن تعريف أشهر أعراض قصور و تمدد الشريان الأورطي البطني وما هي أسبابه وطرق تشخيصه وطرق علاجه
تمدد الشريان الأورطي البطني
الشريان الأورطي يعتبر أكبر وعاء دموي في الجسم، وبالتالي فإن تمدد الشريان الأورطي البطني يمكن أن يسبب نزيفًا يهدد الحياة وهناك نوعان من أنواع التمدد الوعائي وهما ما يلي:
1- تمدد الشريان الأورطي البطني
وهو الشريان الذي يصيب جزءًا من الشريان الأبهر المار عبر البطن، ويُعتبر هذا النوع من أكثر الأنواع شيوعًا.
2- تمدد الشريان الأورطي الصدري
وهو الذي يصيب جزءًا من الشريان الأبهر في الصدر كما يمكن أن يصيب تمدد الشريان الأبهر الصدري جذر الأبهر وهو عبارة عن جزء من الشريان الأبهر المرتبط بالقلب وهو الجزء المنحني من الشريان في الصدر أو الأبهر النازل.
أعراض تمدد الشريان الأورطي البطني
قد لا تظهر أي أعراض لدى بعض الحالات المصابة بـتمدد الشريان الأورطي البطني ولكن هناك بعض الأعراض التي يمكن الشعور بها لدى البعض الآخر وسوف نتناول أشهر تلك الأعراض من خلال السطور التالية وهي كما يلي:
- الشعور بألم حاد في الصدر مستمر لا يزول أو حدوث ذبحة صدرية، ينتج ذلك عنها انخفاض في تدفق الدم إلى القلب نتيجة لتراكم وتجمع الترسبات الدهنية على جدران الشرايين المؤدية إلى القلب
- آلام الصدر والبطن وهي من أكثر الأعراض شيوعًا وذلك حسب موقع تمدد الشريان، وقد يكون الألم ثابتًا أو متقطعًا حسب طبيعة الحالة.
- الشعور ببرودة في منطقة أسفل الساق أو القدم
- مواجهة صعوبة في الحركة أو المشي أو ممارسة العادات اليومية بشكل طبيعي
- ضيق في التنفس وعدم القدرة على التنفس بشكل طبيعي
- قصور وضعف في الانتصاب لدى الرجال
- فرط التعرق
- التئام الجروح بشكل بطئ
- التعرض إلى حالات الإغماء والسقوط بالإضافة إلى الشعور بحالات ضيق الصدر بسبب إنخفاض ضغط الدم.
- صعوبة في البلع
- فقدان الشهية وبالتالي فقدان جزء كبير من الوزن
- آلام البطن التي تشع وتنتقل إلى الظهر.
- الشعور بتغييرات ديناميكية دموية (Hemodynamic)، مثل: انخفاض ضغط الدم (Hypotension)، وتسارع نبض القلب (Heart rate).
- ملاحظة وجود كتلة حساسة ونابضة خلال إجراء الفحص البطني.
- الحمى.
- ارتفاع عدد كريات الدم البيضاء (Leukocyte).
أسباب تمدد الشريان الأورطي البطني
تتعدد الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بحالات تمدد الشريان الأورطي البطن و من أشهر تلك الأسباب وهي كالأتي:
- تراكم الدهون على الجدار الداخلي للوعاء الدموي.
- وجود بعض الالتهابات التي قد تسببها العدوى البكتيرية والفطرية في منطقة الشريان الأبهري.
- التعرض إلى الصدمات والحوادث، حيث تعتبر الصدمات المفاجئة أو الحوادث سبباً في الإصابة تمدد الشريان الأورطي البطن.
- ارتفاع ضغط الدم المستمر والغير محكم من أهم الأسباب التي قد تؤدي لضعف الشريان الأورطي وتمدده.
- تعدد الأمراض التي قد تصيب الأوعية الدموية والتي تؤدي إلى تمدد الشريان الأورطي البطني.
عوامل الخطر
من أبرز عوامل الخطر التي تزيد من فرص الإصابة بالمرض:
- العمر: يُصاب نحو 5% من الأشخاص الذين بلغو سن الخمسين عامًا وما فوق بتمدد الشريان الأورطي البطني.
- الجنس: المرض أكثر انتشارًا بين الرجال مقارنة بالنساء، وتبلغ نسبة إصابة الرجال مقابل النساء 1: 9.
- التدخين: يزيد التدخين من فرص الإصابة بالمرض.
- التاريخ الطبي العائلي: وجود المرض عند أحد أفراد العائلة يزيد من فرصة الإصابة به.
طرق تشخيص تمدد الشريان الأورطي البطني
حيث تتعدد الطرق التشخيصية التي يمكن أن تتبع وذلك للكشف عن أمراض وقصور الشريان الأورطي ليتم وضع برنامج العلاج المناسب مع طبيعة كل حالة ومن أشهر تلك الطرق التشخيصية ما يلي:
- إجراء تحاليل الدم المخبرية المختلفة
للكشف عن نسبة الدهون الثلاثية والكوليسترول بالدم فإذا ارتفعت “انزيمات وبروتينات القلب” فإنها تشير إلى وجود جلطة في القلب بالإضافة إلى وجود أعراض جلطة القلب مثل: ألم في الصدر، أو تغيرات في تخطيط القلب - إجراء بعض الفحوصات التصويرية بالأجهزة والأشعة
مثل: التصوير بالأشعة السينية أو المقطعية المحوسب والتصوير بالرنين المغناطيسي. - إجراء فحص تخطيط إيكو،
لقياس مدى اختبار إجهاد القلب - إجراء فحص تخطيط كهربية القلب (ECG)
حيث يتم إجراؤه لتشخيص حالات الأزمات القلبية والكشف عن أسباب و أعراض جلطة القلب والإشارات الكهربائية أثناء انتقالها عبر القلب وتسجيل الإشارات في صورة موجات معروضة على الشاشة أو مطبوعة على ورق. - إجراء فحص التخطيط الكهربائي للقلب
الذي يسمح بتقييم الاضطرابات الوظيفية للقلب وتحديد أسباب و أعراض جلطة القلب. - اجراء فحص تصوير الأوعية القلبية والشريان الأورطي بالأشعة السينية مع تباين الأوعية حيث يتم إدخال مادة التباين في الشريان السباتي أو الشريان الفقري.
- فحص الأمواج فوق الصوتية (Ultrasound) ،
هو فحص قليل التكاليف، موثوق النتائج وغير باضع (Noninvasive) ، يُساعد هذا الفحص على تشخيص أمهات الدم البطنية، وفعاليته الأساسية هي بتحديد المرضى المعرضين للإصابة بهذا المرض بمراقبة ومتابعة قطر التمدد لدى المرضى المصابين بتمدد الشريان الأورطي البطني. - التصوير المقطعي المحوسب (CT) ،
هو أغلى تكلفة، كما أنه يُعرض المريض للإشعاعات ومواد التباين (Contrast agent) التي يتم إدخالها إلى الوريد، والتي من شأنها أن تُؤدي لبعض الاضطراب في أداء الكلى.
المعطيات الدقيقة التي نحصل عليها بخصوص مدى انتشار تمدد الشريان الأورطي البطني وإصابة الشرايين الحرقفية (Iliac artery) به، وإصابة بقية أعضاء البطن تجعل من هذا الفحص الأفضل والأكثر فائدة للمرضى الذين قد يحتاجون لعلاج أم الدم. - التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)
يتساوى الفحص من حيث الفعالية مع فحص التصوير المقطعي المحوسب، ولكنه أغلى منه بكثير من حيث التكلفة، ويتم استخدامه مع المرضى المصابين بالفشل الكلوي (Renal failure). - فحص الدم
يظهر زيادة وتيرة عملية ترسب الكريات الحمر (ESR) إشارات لحصول توسع التهابي أو تلوثي في الشريان الأورطي البطني.
- إجراء تحاليل الدم المخبرية المختلفة
مضاعفات تمدد الشريان الأورطي البطني
تختلف مضاعفات المرض قبل العلاج عن المضاعفات الحاصلة بعد الجراحة.
مضاعفات تمدد الشريان الأورطي البطني قبل العلاج
من مضاعفات تمدد الشريان الأورطي البطني:
- وجع مفاجئ في أسفل الظهر.
- هبوط في ضغط الدم.
- زيادة ضربات القلب.
مضاعفات تمدد الشريان الأورطي البطني بعد الجراحة
بسبب تعقيدات الجراحة، وبسبب أعمار المرضى المتقدمة وإصابتهم بالأمراض الأخرى، فإنه من الشائع حدوث مضاعفات، مثل:
- النزيف.
- النوبات القلبية (Heart attack).
- ضيق التنفس.
علاج تمدد الشريان الأورطي البطني
في البداية يتم تقييم حالة المريض قبل اختيار العلاج المناسب:
تقييم حالة المريض
يعتمد القرار بعلاج تمدد الشريان الأورطي البطني على ثلاثة مكونات: احتمالات تمزق أم الدم، ومتوسط العمر المتوقع للمريض، ومدى خطورة العملية الجراحية.
تمزق في جدار أم الدم
تزداد احتمالات التمزق كلما زاد قطر أم الدم، عندما يكون قطر التمدد أقل من 4 سنتيمترًا تكون احتمالات حدوث التمزق ضئيلة، أما عندما يكون القطر أكثر من 6 سنتيمترًا فإن احتمالات حدوث التمزق ترتفع بشكل حاد بحيث تصل نسبتها إلى 10% من المرضى في السنة.
من هنا كما هو متبع يجب علاج التمدد الذي وصل لهذا القطر عندما يكون قطر أم الدم بين 4 – 6 سنتيمترًا من المهم النظر لعوامل الخطر الأخرى التي قد تُسبب التمزق.
يزداد قطر التمدد بمعدل 10% في السنة، ولكن التوسع السريع الذي قد يصل إلى 1 سنتيمترًا في السنة يزيد من احتمالات التمزق بالإضافة إلى الخلفية العائلية، والشكل غير المتجانس لأم الدم والداء الرئوي المُسِد المزمن (Chronic obstructive pulmonary disease).
متوسط العمر المتوقع للمريض
يُعتبر علاج أم الدم علاجًا وقائيًا يهدف إلى إطالة عمر المريض، ومن هنا يجب الأخذ بعين الاعتبار الحالة العامة للمريض، بالنسبة للمرضى أصحاب متوسط العمر القصير بشكل خاص فإن بالإمكان ألا يتم علاج أم الدم، وذلك بسبب المخاطر الكبيرة الكامنة في هذا العلاج، والتي تُبرر عدم إجرائه.
مخاطر الجراحة
يتم تحديد المخاطر اعتمادًا على العوامل المتعلقة بطاقم الجراحة، أو تلك المرتبطة بحالة المريض العامة من حيث أمراض القلب، والفشل الكلوي، والأمراض الرئوية.
لدى المرضى صغار السن، ومن ذوي مستويات الخطورة المنخفضة من الممكن القيام بجراحة أمهات الدم الصغيرة نسبيًا بقطر 4 – 5.5 سنتيمترًا، وذلك بسبب الاحتمال الكبير لحدوث تضخم أم الدم والحاجة للخضوع للجراحة مستقبلًا.
طرق علاج تمدد الشريان الأورطي البطني
يُمكن علاج تمدد الشريان الأورطي البطني بالطرق الآتية:
إصمام الأوعية الدموية (Endovascular)
عند استخدام هذه الطريقة الحديثة يتم العلاج بواسطة القسطرة (Catheterization) عن طريق إدخال أنبوب صناعي إلى داخل الوعاء الدموي المريض.
لا تحتاج هذه العملية لإجراء جراحة بل يُمكن القيام بها في إطار إجراء طبي مقلص وتحت التخدير الموضعي، يتم إدخال أنبوب (Catheter) عن طريق شريان الفخذ، بسبب المشاكل التشريحية (Anatomical)، فإن هذه الطريقة تُعتبر مناسبة لقسم من المرضى فقط، أما البقية فيتم إجراء الجراحة لهم حسب الطريقة التقليدية.
من سلبيات هذه الطريقة:
حصول تسرب داخلي كنتيجة للتثبيت غير الكافي، وتحرك الطعم (Transplant).
عدم قدرة هذا الأنبوب على الصمود لفترة طويلة حتى الآن.
يحتاج إصمام الأوعية الدموية للمراقبة بوتيرة أعلى كل 6 أشهر، ويتم ذلك من خلال الفحص بالأمواج فوق الصوتية إضافة لفحص دوبلر (Doppler) من أجل التأكد من عدم تضخم أم الدم، ونفي تحرك الأنبوب أو التسرب الداخلي.
طرق الجراحة
خلال الجراحة يتم كشف الأبهر البطني (Abdominal Aorta) وسد أعلى وأسفل أم الدم،
ويتم تغيير الجزء المريض عن طريق زرع طعم اصطناعي يتم ربطه بالجزء السليم من الشريان.
هناك 3 طرق لتنفيذ الجراحة:
يتم إحداث شق كبير في مقدمة البطن، وتتم إزاحة أعضاء البطن وهكذا يتم الوصول إلى الأبهر الأمامي.
يستلقي المريض على جانبه ومن ثم يتم إحداث شق تحت شبكة أضلاع القفص الصدري من اليسار، وهي طريقة جانبية تُدعى خلف الصفاق (Retroperitoneal)، من أجل الامتناع عن شق البطن
تُعد الجراحة بطريقة تنظير البطن (Laparoscopy) طريقة متبعة في عدة مراكز طبية في العالم ونتائجها جيدة،
المبدأ الأساسي لهذه الجراحة مطابق لأساس الجراحة العادية، كذلك يُمكن للمرضى أن ينعموا بالشفاء المبكر و باعتدال نسبة الألم،
أفضلية أخرى لهذه الطريقة هي تقليل احتمال حصول فتق (Hernia) متأخر في ندب الجراحة.
بعد خمس سنوات من إجراء الجراحة يتم إجراء تصوير مقطعي محوسب
من أجل استبعاد حدوث تمدد في الشريان فوق وتحت المنطقة التي تم علاجها.
الوقاية من تمدد الشريان الأورطي البطني
من أهم الطرق المتبعة للوقاية من المرض:
- الإقلاع عن التدخين.
- تناول الطعام الصحي.
- الحفاظ على الضغط والكولسترول في مستوياته الطبيعية.
- ممارسة الرياضة بانتظام.
دكتور سامح الإمام : السر في الخبرة