الشعيرات الدموية : دليلك الشامل للتعرف على أنواعها ووظائفها في الجسم
الشعيرات الدموية (Capillary) هي
، وتتصل مع بعضها البعض مكونة مجموعة من الشبكات التي تنتشر في جميع أنحاء الجسم، حيث أنها تمتلك دورًا أساسيًا في جهاز الدورة الدموية، ومن خلال الاتي سيتم توضيح المزيد من التفاصيل عنها:
وظيفة الشعيرات الدموية
الشعيرات الدموية هي قنوات دموية صغيرة جدًا تربط بين الشرايين الصغيرة (Arterioles)، والأوردة الصغيرة (Venules)، وظيفتها الأساسية السماح بتبادل المواد المغذية، والسوائل، والغازات، والفضلات بين مجرى الدم وأنسجة الجسم كافة.
تقوم الأوعية الشعرية باستلام الدم الغني بالمواد المغذية والأكسجين من الشرايين، وتمنحه إلى أنسجة الجسم.
ومن ناحية أخرى تقوم جدران الشعيرات بالتقاط الفضلات وثاني أكسيد الكاربون من الأنسجة وإرسالها عبر الأوردة، وبذلك تعد المحطة النهائية لوصول الدم الشرياني القادم من القلب، ونقطة البداية لعودة الدم الوريدي إلى القلب.
تركيب الشعيرات الدموية
تمتلك الشعيرات الدموية جدران رقيقة جدًا ومبطنة من الداخل بطبقة واحدة من الخلايا الطلائية الحرشفية (Squamous epithelium)، ومحاطة بغشاء قاعدي (Basement membrane) وخلايا متناثرة تسمى الخلايا الحولية (Pericytes) من الخارج.
بالإضافة إلى أن جدرانها تتميز بخاصية شبه نفاذة (Semipermeable) تسمح بتبادل المواد المختلفة بين الدم والأنسجة بطريقة انتقائية، أي يمكن أن تسمح لبعض المواد بالمرور ولا تسمح للبعض الاخر.
بشكل عام يتراوح قطر الشعيرة الدموية من 0.008 إلى 0.01 ملليمترًا، حيث أن هذه المساحة تكفي لتمرير كريات الدم الحمراء بشكل منفرد من خلالها.
أنواع الشعيرات الدموية
تقسم الشعيرات إلى ثلاثة أنواع تبعًا لبنيتها التشريحية التي تحدد نفاذيتها وقدرتها على تسريب المواد من خلال جدرانها، وهي كالاتي:
الشعيرات الدموية المتصلة (Continuous capillaries)
الشعيرات المتصلة هي الشعيرات التي تحاط بغشاء قاعدي لا يحتوي على المسامات، إلا أنها تحتوي على فجوات صغيرة جدًا بين الخلايا الطلائية الحرشفية تسمح بمرور الجزيئات الصغيرة فقط من خلالها، وتتواجد في الرئتين، والجلد، والعضلات، والأنسجة الدهنية.
بالإضافة إلى أن الشعيرات المتصلة تتواجد أيضًا في الحاجز الدماغي الدموي، حيث أن هذه البنية تسمح بمرور العناصر الضرورية فقط للدماغ ومنع وصول المواد الضارة إليه.
الشعيرات الدموية المثقبة أو النفاذية (Fenestrated capillaries)
الشعيرات المثقبة هي الشعيرات التي تتواجد في زغابات الأمعاء الدقيقة والكليتين والغدد الصماء، والتي تحتوي على فجوات صغيرة بين الخلايا الطلائية، إضافة إلى أن غشائها القاعدي يحتوي على مسامات صغيرة محجوبة بحاجز.
تعد الشعيرات المثقبة أكثر نفاذية من الشعيرات المتصلة، حيث أنها تسمح بمرور المواد المغذية ذات الجزيئات الأكبر حجمًا.
الشعيرات الدموية الجيبية أو المتقطعة (Discontinuous capillaries)
تعد الشعيرات المتقطعة أكثر أنواع الشعيرات نفاذية، وتكون على شكل جيوب تسمح بمرور الجزيئات الكبيرة والخلايا من خلالها، حيث أن جدرانها الداخلية مليئة بالعديد من الفجوات الكبيرة والمسامات، إضافة إلا أنها محاطة بغشاء قاعدي غير مكتمل.
تنتشر الشعيرات المتقطعة في أنواع معينة من الأنسجة، مثل: نخاع العظم، والكبد، والطحال، والعقد الليمفاوية.
العوامل التي تؤثر على الضغط الدموي داخل الشعيرات الدموية
ضغط الدم داخل الشعيرات ليس ثابتا أو متشابهاً ، فهو في الطرف الشرياني حوالي 40 ملم زئبق ، ويقل تدريجياً كلما إتجهنا نحو الطرف الوريدي فيصبح في وسطها 30 ملم زئبق ، وينخفض عند الطرف الوريدي ليصل إلى 15 ملم زئبق .
ويعتمد الضغط داخل الشعيرات على حالة الشرايين المغذية ، و الأوردة ، في توسع الشرايين يزيد من ضغط الدم داخل الشعيرات ، وبالمقابل فإن تضيق الاوردة المتصلة بالشعيرات يرفع ضغط الدم داخل الشعيرات .
وهناك عدة عوامل تؤثر على الضغط داخل الشعيرات الدموية:
- عوامل عصبية
فإثارة الاعصاب المضيقة للشعيرات تؤدي إلى رفع الضغط داخلها. - عوامل كيميائية
– هرمون مضاد التبول A.D.H. مضيق للشعيرات وبالتالي يرفع الضغط الدموي داخلها.
– حواصل الاستقلاب مثل ثاني اكسيد الكربون أو الهستامين و حامض اللبن توسع الشعيرات فتخفض الضغط الدموي داخلها.
– الادرينالين و نور ادرينالين يضيقان الشعيرات فيرتفع الضغط داخلها.
– الاستيل كولين موسع للشعيرات فينخفض الضغط داخلها.
- عوامل عصبية
- عوامل آلية
– قطر الشرايين: تمدد الشرايين يؤدي إلى تدفق كمية كبيرة من الدم إليها فتتوسع.
– الضغط الوريدي: ازدياد الضغط على الاوردة يمنع خروج الدم من الشعيرات إليها ، فيرتفع الضغط داخل الشعيرات.
– الجاذبية الأرضية: تخفض الضغط داخل الشعيرات أعلى مستوى القلب ، وترفع الضغط داخل الشعيرات أسفل مستوى القلب.
- عومل فيزيائية
– الدفء يعمل على تمددها وانخفاض الضغط داخلها.
– البرد يعمل على تضيقها ويرتفع الضغط داخلها.
أمراض تصيب الشعيرات الدموية
كأي عضو في جسم الإنسان يمكن أن تصاب الأوعية الشعرية باضطرابات أو أمراض يمكن أن تؤثر على وظيفتها الحيوية، وفي الاتي نذكر بعضًا منها:
التهاب الشعيرات الدموية
يمكن أن تصاب الأوعية الشعرية مثل بقية الأوعية الدموية بالالتهاب، وقد يحدث ذلك نتيجة أسباب عدة بما في ذلك الإصابة بالعدوى أو حدوث ردود فعل تحسسية ناجمة عن استجابة مناعية تجاه بعض الأمراض، أو جراء استخدام أحد أنواع الأدوية.
وبشكل عام يمكن أن يسبب الالتهاب مشكلات كثيرة تؤثر على وظيفة الأوعية الشعرية والتي بدورها تسبب مشكلات خطيرة تهدد حياة الفرد، والتي تشمل ما يأتي:
- انفجار الشعيرات الدموية نتيجة ترقق جدرانها، مما يؤدي ذلك إلى خروج الدم من الشعيرات ونزفه داخل أنسجة الجسم.
- انسداد الشعيرات نتيجة انكماش حجمها أو تضيقها، مما يؤدي ذلك إلى قلة تدفق الدم إلى الأنسجة وبالتالي يسبب تلفها أو موتها.
- توسع الشعيرات الدموية نتيجة ضعف وتورم جدرانها.
متلازمة تسريب الشعيرات الدموية الجهازية
متلازمة تسريب الشعيرات الدموية الجهازية وتسمى أيضًا مرض كلاركسون (Clarkson’s disease) هي إحدى الاضطرابات النادرة التي تسبب تسريب كبير لسوائل الدم أو البلازما من الشعيرات الدموية إلى الأعضاء والأنسجة المجاورة.
وينتج عن ذلك هبوط حاد في ضغط الدم وقلة تدفق الدم إلى الأعضاء الحيوية، مثل: الدماغ، والكليتين، والكبد، وفي حال لم يتم علاج المشكلة فقد يؤدي الأمر إلى توقف الأعضاء أو الوفاة.
وحمة بورت واين (Port wine stains)
وحمة بورت واين هي إحدى أنواع الوحمات التي تظهر منذ الولادة والتي تتكون نتيجة توسع الشعيرات الدموية تحت الجلد، وعادةً يكون لون الوحمة أحمرًا داكنًا أو أرجواني.
لا تسبب هذه الوحمات أي مشكلات صحية، فقط يمكن أن تكون قابلة للنزف بسهولة عند حكها أو تهيجها.
الوقاية من أمراض الشعيرات الدموية
يمكنك تقليل خطر الإصابة بأمراض الأوعية الشعيرات الدموية عن طريق بعض الأمور، ومنها:
- الامتناع عن التدخين أو استخدام منتجات التبغ الأخرى. إذا كنت تدخن أو تستخدم منتجات التبغ، فتوقف عن ذلك. وتحدث إلى مزود الرعاية الصحية إذا كنت تواجه مشكلة في الإقلاع عن التدخين.
- اتباع نظام غذائي مفيد لصحة القلب. اختر نظامًا غذائيًا غنيًا بالحبوب الكاملة واللحوم خفيفة الدهن ومشتقات الحليب قليلة الدسم والفواكه والخضراوات. واحرص على الحد من كميات الملح والسكر والكحول والدهون المشبعة والدهون المتحولة.
- ممارِسة التمارين الرياضية بانتظام. ستساعدك ممارسة التمارين الرياضية بانتظام على تحسين وظيفة عضلة القلب والحفاظ على تدفق الدم عبر الشرايين. واحرص على ممارسة الأنشطة المعتدلة، مثل المشي، لمدة 150 دقيقة أسبوعيًّا على الأقل.
- الحفاظ على وزن صحي. يؤدي الوزن الزائد إلى زيادة الضغط على قلبك، كما أنه يساهم في ارتفاع مستوى الكوليسترول وارتفاع ضغط الدم والإصابة بالسكري.
- التحكم في مستويات الكوليسترول. اسأل مزود الرعاية الصحية عن عدد المرات التي ينبغي لك فيها فحص مستوى الكوليسترول.
وإذا كانت معدلات الكوليسترول الضار (كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة) لديك مرتفعة،
فقد ينصحك مزود الرعاية الصحية بإجراء تغييرات على نظامك الغذائي ويصف لك أدوية للمساعدة على تقليل مستويات الكوليسترول والحفاظ على صحة القلب والأوعية الدموية. - التحكم في ضغط الدم. اسأل مزود الرعاية الصحية عن عدد المرات التي ينبغي لك فيها قياس ضغط الدم. فقد ينصحك بقياسه عدد مرات أكثر إذا كنت مصابًا بارتفاع ضغط الدم أو لديك تاريخ مع أمراض القلب.
- التحكم في مستويات السكر في الدم. تعاون مع مقدم الرعاية الصحية لوضع أهداف متعلقة بمستوى السكر في الدم تكون مناسبة لحالتك.
- السيطرة على التوتر. حاول العثور على طرق تخفف بها من حدة التوتر والضغط العصبي. ومن هذه الطرق ممارسة الرياضة بمعدل أكبر والتدرب على التركيز الذهني والاستماع إلى الموسيقى والتواصل مع الآخرين في مجموعات الدعم.
مركز دكتور سامح الإمام : السر في الخبرة